- و اعلم أنك إذا تصفحت أخبار أئمة أهل البیت حق التصفح، فی موارد العام و الخاص و المطلق و المقید من القرآن وجدتها كثیرا ما تستفید من العام حكما، و من الخاص أعنی العام مع المخصص حكما آخر، فمن العام مثلا الاستحباب كما هو الغالب و من الخاص الوجوب، و كذلك الحال فی الكراهة و الحرمة، و على هذا القیاس. و هذا أحد أصول مفاتیح التفسیر فی الأخبار المنقولة عنهم، و علیه مدار جم غفیر من أحادیثهم.
و من هنا یمكنك أن تستخرج منها فی المعارف القرآنیة قاعدتین:
إحداهما: أن كل جملة وحدها، و هی مع كل قید من قیودها تحكی عن حقیقة ثابتة من الحقائق أو حكم ثابت من الأحكام كقوله تعالى: قُلِ اللَّهُ ثُمَّ ذَرْهُمْ فِی خَوْضِهِمْ یَلْعَبُونَ»: الأنعام- 91، ففیه معان أربع: الأول: قُلِ اللَّهُ، و الثانی: قُلِ اللَّهُ ثُمَّ ذَرْهُمْ، و الثالث: قُلِ اللَّهُ ثُمَّ ذَرْهُمْ فِی خَوْضِهِمْ، و الرابع: قُلِ اللَّهُ ثُمَّ ذَرْهُمْ فِی خَوْضِهِمْ یَلْعَبُونَ. و اعتبر نظیر ذلك فی كل ما یمكن.
و الثانیة: أن القصتین أو المعنیین إذا اشتركا فی جملة أو نحوها، فهما راجعان إلى مرجع واحد. و هذان سران تحتهما أسرار و الله الهادی.
*المیزان فی تفسیر القرآن، ج1، ص: 260
فی ,العام ,ثُمَّ ,اللَّهُ ,قُلِ ,أو ,اللَّهُ ثُمَّ ,ثُمَّ ذَرْهُمْ ,قُلِ اللَّهُ ,ذَرْهُمْ فِی ,من الخاص ,قُلِ اللَّهُ ثُمَّ ,اللَّهُ ثُمَّ ذَرْهُمْ
درباره این سایت